تُلقّب جمهوريّة سنغافورة بالعديد من الألقاب كليون، وجاردن سيتي، والنقطة الحمراء، وهي إحدى الدول الموجودة في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من قارة آسيا، وتتألف البلاد من ثلاث وستين جزيرة، وتصل مساحة البلاد الإجماليّة إلى 719.1 كيلومتراً مربّعاً، ويعيش عليها أكثر من 5.5 مليون نسمةً، وتم تأسيسها لتكون مركزاً تجاريّاً لشركة الهند الشرقيّة، وتتأثر بمناخ الغابات المداريّة المطيرة؛ حيث يسود الضغط، والرطوبة العاليّة الطقس.
التطورقبل خمسين عاماً كان الناتج المحليّ الإجماليّ للفرد الواحد أقلّ من دخل الفرد الأمريكيّ بمقدار 320 دولاراً أمريكيّاً، إلّا أنّها الآن تمتلك واحداً من أسرع الاقتصادات نموّاً في العالم، إذ يصل هذا الناتج إلى ستين ألف دولار أمريكيّ، لتحتل بذلك المرتبة السادسة على أكبر دول العالم، وذلك لأنّها اعتمدت على رأسماليّة السوق الحرة، والتعليم، وسياسات واقعيّة صارمة.
استقلال سنغافورةمنذ أكثر من مئة سنةً كانت سنغافورة تابعة للسيطرة البريطانيّة، ولأنّ القوات البريطانية لم تتمكن من حماية المستعمرة السنغافوريّة من اليابانيين خلال الحرب العالميّة الثانية، فإنّ ذلك أثار المشاعر المعادية للاستعمار، وانفصلت سنغافورة بذلك عن بريطانيا، واندمجت مع ماليزيا في 31 ىب 1963 م، وعلى الرغم من ذلك بدأت الصراعات الاجتماعيّة تسود بين الماليزيين والسنغافوريين، ونتج عن ذلك استقلال سنغافورة عام 1965 م، وأصبح يوسف بن إسحاق أوّل رئيس للبلاد، وتمكن من التأثير على البلاد، وعلى رئيس وزرائها السيد لي كوان يو.
على الرغم من ذلك واجهت البلاد العديد من المشاكل حيث وصل عدد العاطلين عن العمل أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وكان أكثر من ثُلثي سكانها يعيشون في أحياء فقيرة، وتفتقر إلى الموارد الطبيعيّة، والصرف الصحيّ، والبنية التحتيّة المناسبة، وإمدادات كافية من الماء، ولتحقيق تنمية وتطوير البلاد كانت بحاجة إلى الحصول على مساعدات دوليّة حقيقيّة دون أي فائدة.
كان الحل الأكثر جدوى لحل هذه المشاكل هو الشروع في تنفيذ برنامج شامل للتصنيع، مع التركيز على الصناعات المتعددة؛ حيث كانت الغالبيّة العظمى من السكّان قادرين على العمل في قطاعي التجارة والخدمات، ولهذا السبب لم يمتلك أبناء سنغافورة الخبرة في المجالات الأخرى، واضطرت البلاد بذلك للبحث عن فرص عمل خارج حدودها، من أجل التطور في مجال التنميّة الصناعيّة، وتمكنت البلاد من الوصول إلى العالميّة عن طريق العرب، وتم تشييد بعد ذلك العديد من شركات متعددة الجنسيات، كما أنّها خلقت بيئة آمنة وخالية من الفساد مع ضرائب منخفضة لجذب المستثمرين إلى البلاد، وللتأكيد على ذلك تم تشكيل حزب العمل الشعبي (PAP) الذي يقمع جميع النقابات العمالية المستقلة والموحدة.
المقالات المتعلقة بكيف تطورت سنغافورة